المؤتمر الذي يعقد في ايران لمناقشة سبل مكافحة الارهاب كان احدث تحرك ايراني بشان الموضوع. وبينما يقول مراقبون ان طهران تحاول بمثل هذه المؤتمرات ابعاد شبهة دعم الارهاب عنها . فان اخرين يشيرون الى وجود اهداف اكبر تحاول طهران تحقيقها.
المؤتمر الذي يتولى امانته العام احد مستشاري الرئيس الايراني احمدي نجاد تقول الحكومة الايرانية ان من اهدافه تبادل المعلومات حول القضايا التي تخص مكافحة الارهاب ودراسة أسباب تطور الاعمال الارهابية على الصعيد الدولي ودراسة العراقيل الموجودة امام مكافحة الارهاب وسبل تعزيز مكافحته على الصعد الثنائية والاقليمية والدولية.
أما بالنسبة للمحللين فان اهداف المؤتمر غير المعلنة تتمثل في محاولة معرفة حجم تغلغل الجماعات المسلحة في الثمانين دولة التي ستشارك في المؤتمر بالاضافة الى معرفة قدرات الدول واستعداداتها لمواجهتها وايضا الهدف الاهم هو سحب عصا مكافحة الارهاب من يد واشنطن او على الاقل مشاركتها في الامساك بها.
العراق المدعو الى المشاركة في المؤتمر على مستوى وزير الخارجية هوشيار زيباري لم يكن موحد الاراء ازاءه فبينما يقول القيادي الكردي محمود عثمان ان هكذا مؤتمرات لا تعدو كونها ملتقيات اعلامية فانه يستغرب من جهة اخرى ان تدعو ايران المتهمة بدعم المجاميع المسلحة العاملة في العراق الى هكذا نشاطات. وهو ما يجد تفسيرا لدى الخبير بشؤون القاعدة ناظم الجبوري الذي يقول ان ايران تحاول ان تظهر بمظهر ضحية الجماعات الارهابية. كجند الله وغيرها وتحاول ايضا اصلاح وضعها في الساحة الدولية الذي تضرر كثيرا بسبب ملفها النووي.
لكن لا احد من المختصين تنبا باحتمال تخلي ايران عن ملف دعمها للجماعات المسلحة الذي يقول سياسيون انها تتشاطره مع السعودية التي يهدد عدد من النواب العراقيين بمقاضاتها بسبب هذا الدعم المباشر وغير المباشر.